أخواتى
كعادتى كل صباح اصحو تمام الساعه السادسه صباحا
حيث الهدوء الجميل وزقزقه العصافير.اقف بشرفتى أشاهد جمال الصباح وأتنفس الهواء العليل.
ولكن اليوم الوضع مختلف فليس هناك هدوء بل هناك صراخ وبكاء.
لم استطع الذهاب الى شرفتى بل اسرعتنى اللهفه الى باب الشقه اتسائل ماذا يحدث خارجها!!!
فوجدت الاسره المجاوره تتشاجر لا تعلم من هم اطراف المشاجره ولا اسبابها!!!
وفجاه وجدت نفسى اصيح مثلهم:هل ستخبرونى ماذا يحدث أم ادخل أستعد للذهاب لعملى حيث اننى فى عجله؟
وعندئذ وقفت الام باكيه:انا لا اعلم ماذا الم بابنتى؟؟ لا ترغب سوى بعريس بسياره وشقه فارهه, لا يعنيها الاخلاق والتدين انما كل ما يعنيها المركز والماده.
ثم نطق الاب:والاكثر من ذلك انها ترغب فى تفصيله وفقا لمعاييرها المفضله.
اما الابنه فنظرت متعجبه:وهل انا اقل من ابناء جيلى حتى لا اكون مثلهم؟هل اننى انقصهم شهاده ام جمال ام مركز؟ففلانه تزوجت من فلان باشا وفلانه تزوجت من فلان بك فلماذا انا لست مثلهم؟لماذا ااخذ من هو اقل منى؟
:فلم يسعنى سوى النطق :أتتذكرون قصه افروسينا ؟راهبه الاسكندريه وخلافها مع ابيها ؟
عندها اخواتى وجدت نظر الفتاه اتجه الى وسالتنى :وهل الراهبات مثلن يختلفن مع والديهم؟
ونظرت الام الى بنظرات وكانها تطلب منى ان اقص لابنتها قصه افروسينا.
فجلست وابتداءت احكى:كانت افروسينا اميره جميله ذات صفات رائعه واخلاق حميده تقدم اليها العديد والعديد من العرسان يرغبون التقرب اليها .
وكان ابيها بفنوتيوس يخشى عليها حيث ان والدتها متوفاه وهى على قدر رائع من الجمال والذكاء
فتعجل زواجها واتفق مع اعلى العرسان مرتبه ورتبه
وكان عمرها وقتها 18 عام ,,حاولت العروس ان تثنى والدها عن قراره وعلى الرغم من معرفه الاب تدين ابنته واخلاقها الرائعه
الا انه كان يخشى من جمالها فصمم على زواجها وتمم خطبتها,لم تستطيع الفتاه مقاومه اباها ومواجهته برغبتها فى الرهبنه .
فسألت خادماتها الامينتان عما اذا كان يرغبا مثلها بالرهبنه,واتفقا معا وسارا معا وهربا من القصر واتخذ قلايه بعيده عن اديره الراهبات حتى لا يبحث عنها ابيها .واخيرا فكرت فى التمثل بالرهبان وارتدت مثلهم واصبحت تسمى نفسها ازماراجدس وجلست على مقربه من اديرتهم واعتكفت ليل نهار للصلاه .
فى الوقت الذى كان ابيها يلف البيوت بيت بيت يبحث عنها يتمنى ان ينظر اى شى يطمنه عليها
يصرخ فى كل البيوت:هل نظر احد روحى وشاهد ابنتى؟
ومرت الايام يوم بعد يوم وسنه بعد سنه
ذهب الاب بفنوتيوس الى الدير يسال الرهبان ان يصلوا عله يجد ابنته وحيدته
وذات يوم اوصى رئيس الدير ان يدخل الاب للراهب ازماراجدس الذى يتصف بطباع الملائكه ..عل الملائكه ترشده على طريق ابنته .بينما لا يعلم الاب ان الذى يصلى له ويحادثه هو ابنته نفسها
ثمان وثلاثون سنه يتمنى الاب ان ينظر ابنته ولو للحظات ويموت بعدها
ثمان وثلاثون سنه والابنه تنظر ابيها يلهث يبحث عنها ولكنها تخشى ان تبوح له فيبعده عن عريسها الذى اختاره قلبها عريسها السماوى.
الى ان علمت بنياحتها فاسرعت تستدعى اباها :انا لم اريد ان يستمر حزنك على ابنتك ...اعلم كم كان يقلبى يتوجع على المك وبكائك ولكنى فضلت عريس اخر ,تركت اهلى وبيتى وابى الحنون من اجله..فسامحنى يا ابى ولا تترك احد يغسل جسدى فانا امراه ,,,,انا ابنتك.
وتنيحت الباره امام ابيها وهو لا يصدق كم ضحت ابنته بعزتها ومالها وقصرها وخطيبها ووالدها من اجل عريسها السماوى. .
ثم نظرت الى الفتاه الجالسه امامى واجبتها: انظرى ابنتى كم كان وقتها حب الله يغنى عن حب المال والمركز والسلطه ام الان فالاهم من الزواج بابن الله الزواج بالسياره والشقه والمركز.
وذهبت الى عملى وانا لا اعلم هل ما فعلته صواب ام خطا؟؟؟؟
فانا اصغر من ان أقوم بالنصح او الارشاد.....وكذلك أصغر من اقوم بالحل والمساعده.
فليس لدى شى اقدمه سوى قص سير هولاء الابرار
فهل هم يغنون عن هذا العالم المادى؟؟؟
هل سرد قصصهم وحكايتهم رد واضح لكل ما نعانيه؟