نبرة صوتك أهم من كلامك

هل تلاحظ نفسك عادة وأنت تتكلم في مختلف المواضيع؟ هل تراقب نفسك عند الغضب والانفعال؟ أطرح هذا السؤال لأن الكثير من الرجال لا يعيرون هذا الموضوع أهمية وذلك للعفوية في التصرف وممارسة العادات التي تعلموها. هذا بالإضافة إلى ما زرعه المجتمع من أفكار سلبية كثيرة في فكر الرجل العربي منذ المرحلة المبكرة للشباب، ومنها أن القسوة والنبرة العالية في الكلام تعطي مهابة لشخصية الرجل وتجعل من حوله يحسب له الحساب، ويستمر هذا السلوك مرافقا للشاب حتى إذا تزوج وصار شريكا في حياة زوجية، فيحاول أن يستمر في استعمال النبرات القاسية في بعض أحاديثه حتى ولو لم يستدع الأمر ذلك. فهناك فرق شاسع بين أن تسأل زوجتك أين وضعت غرضا معينا؟ وبين السؤال بطريقة قاسية ونبرة عالية تحمل في طياتها الغضب والتعالي. وهل فعلا يحب الرجل أن يهابه أهل بيته، فيلجأ لذلك إلى النبرات القاسية في الصوت؟ أم أن هذا موضوع لا إرادي يخرج عفويا من الرجل؟

تحتاج أن تراقب سلوكك اليومي، فما يمكن أن تحققه بنبرة صوت حانية ولطيفة أكثر بكثير مما تحققه بطريقة الصراخ والنبرات الخشنة، فهذا لا يضيف إلى رجولتك شيئا، بل ينفر المحيطين بك ويسلبك مهارة التواصل الصحيح والعشرة القوية في محيط العمل أو البيت. إن نبرة الصوت التي تستخدمها في حديثك مثلا إلى شريكة حياتك، أو خطيبتك، قد تلعب دورا أهم بكثير من فحوى الكلمات التي تقولها، ولا سيما في الأوقات الحميمة بينكما، فحتى لو تحدثت عن الطقس أو حركة السير بصوت رقيق سوف تزيد من انجذاب شريكتك إليك، فليس هناك أسوأ من النبرات الغاضبة والقاسية في قطع أي تواصل بين أي شخصين.

وإذا كنت أبا لأطفال في مرحلة المراهقة، فإنهم يحتاجون إلى معاملتهم باحترام وندية، قد تغير نبرة الصوت العالية من مسار الحديث ويقطع التفاهم بينك وبين أولادك حتى ولو لم يكن الكلام جارحا أو مسيئا فإن نبرة الصوت لوحدها قد تغير النتائج المرجوة، ويرغب عندها المراهق بالعناد والمقاومة لمجرد أن طريقة الكلام أثارت غضبه. وقد جاء في (أمثال 15 : 1) "الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط".. إن استعمال اللين والتدرب على نبرات صوت هادئة واثقة يزيد من فعالية تواصلنا مع الآخرين، وإقناعنا لمن حولنا أكثر من الصراخ والتوتر.