المتعة والمرح في حياة الأب

من الأمور التي اعتدنا عليها في مجتمعاتنا الشرقية هي الجدية وخصوصا كرجال، ونحاول قدر الإمكان أن نظهر هذا الوقار في كل حين، غير مميزين أن الإنسان هو كتلة ممزوجة من الطفولة والشباب والرجولة مجتمعة بمشاعر وأحاسيس، ولا ضرر من التمتع والمرح في الحياة لأن الله أعطانا أن نتمتع وننمو في نفس الوقت. ومع أن المرح والمتعة أمور مرتبطة بمرحلة الطفولة إلا أننا لن نتركها أبدا وتبقى محفوظة داخلنا. وعندما ترى شخصا يستمتع بحياته ويمرح فإنك ترى جانبا مختلفا من شخصيته يكون مخفيا كليا عنك، وهذا ما يجب أن تراه عائلتك بك، فالأب الذي لا يستمتع مع أطفاله وزوجته يفقد البعد المفرح الذي يهدف به الله أن تنمو به العائلة.

تستطيع أن تخلق الفرص خلال النهار لتتمتع مع أطفالك وتجلب الفرح إلى عائلتك، بدلا من إمضاء الوقت الذي يستفضل لك بعد العمل أمام شاشة التلفاز وأنت تصغي بكل انتباه إلى ما يقدمه هذا الجهاز. فهذا الوقت الذي لا تقبل به أية مقاطعة من أولادك أو زوجتك هو من أثمن الأوقات التي تضيع منك دون أن تدري، ولو جربت مرة أن تبتعد عن هذا الجهاز لمدة يومين فقط، لعرفت الفرق الذي سيحدث في حياتك حيث ستجد الوقت لكي تتشارك مع عائلتك، للقيام بنشاط مشترك يساعد على تعزيز العلاقات ويضفي متعة إلى الوقت الذي تمضيه معهم.

يجد بعض الرجال صعوبة في التمتع مع أطفالهم وخصوصا في بداية حياتهم، فيتركون هذا الوقت الثمين للأم وحدها، دون أن يعلموا أنهم خسروا الكثير من المتعة التي يمكن أن يحققوها لو كان لهم دور مع أطفالهم منذ البداية.. وإليك بعض النصائح للاستفادة من الأوقات التي تتاح لك مع أطفالك مهما كانت أعمارهم لقضاء وقت ممتع:

الطفل الرضيع: يمكنك المساعدة في حمامه، ومرافقته إلى الفراش لمساعدته على النوم عن طريق دندنة لحن بسيط ليعتاد على صوتك أو قراءة قصة له، فهذا يزيد من الألفة والمحبة ويجلب المتعة لك وله.

من 9 أشهر حتى سنتين: تستطيع أن تلعب مع طفلك على أرضية الحجرة، يمكن تعليمه المشي واللعب بلعبته المفضلة، وسرد بعض الحكايات يجعله يتمتع بعملية التعليم في المستقبل، يمكنك أيضا أن تصطحبه إلى حديقة الحيوانات. حيث يكون الطفل مغرما جدا بالحيوانات في هذا العمر رغم أنه قد يبدو أحيانا خائفا منها. ويمكنك أن تتمتع وتضحك وأنت ترى علامات الاندهاش على وجهه.. لا تدع هذه الفرصة تفوتك فهي لن تعود.

من 2 إلى 6 أعوام: اخرج مع ابنك خارج نطاق المنزل، ويمكن مشاركته في مباراة رياضية ككرة القدم مثلا مع أصدقائه، ويمكن أيضا أن تصطحبه إلى المطعم وتناول وجبة سويا أو المثلجات، فهذا يجلب لك وله المتعة، ويكشف له عن صداقتك له بجانب أبوتك.

من 6 إلى 11 سنة: اقرأ النكات من كتب مخصصة للنكات، فالضحك سويا يزيد من تمتعك بأولادك، دعهم يشاركون في الترتيب لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، والمساعدة في عملية الشواء مثلا، يمكن أن تصطحبهم إلى العمل ليتعرفوا على عملك، واشرح لهم ما تفعل. ويمكن أن تصطحبهم إلى السينما لمشاهدة فلم يليق بأعمارهم وتتمتعوا سويا بهذه الرفقة. هذه النشاطات لن ينساها أولادك أبدا.

من سن 12 إلى 17 سنة: يمكنك مناقشتهم بآرائهم في بعض القضايا وتقبلها بكل احترام، استمع معهم إلى الموسيقى التي يحبونها، يمكن زيارة بعض الأماكن سويا كالمتاحف والمعارض فهذا يشعرهم بالنضج، واعمل أي شيء ينطوي على مغامرة فالشباب يستمتعون جدا مع الأب غير التقليدي، وبهذا تزيد من متعتك بهم وتعلقهم بك.

» الأب أنطونيوس فهمى و الأب بولس يعترفان بارتباك الشباب المسيحى أمام المسلمين
» الأب الروحي الشهيد الجديد الكاهن سرجيوس ميشيف
» حياة التسليم
» الاتضاع في حياة القديسة مريم
» نحو حياة افضل خالية من التدخين