الشهيد ابو فام الجندى بطما

اهلا ومرحبا بكم فى منتدى الشهيد ابوفام بطما
للتواصل معنا ابد بالتسجيل


بركته الشهيد ابوفام تكون معانا ويذكرنا امام رب المجد



الشهيد ابو فام الجندى بطما

اهلا ومرحبا بكم فى منتدى الشهيد ابوفام بطما
للتواصل معنا ابد بالتسجيل


بركته الشهيد ابوفام تكون معانا ويذكرنا امام رب المجد



الشهيد ابو فام الجندى بطما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل ما يخص بيعه الشهيد العظيم ابو فام الحندى الاوسيمى بطما
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كنيسة الشهيد ابو فام - طما: هى الان كنيسة المطرانية .. حيث كانت الكنيسة القديمة التى ترجع الى القرن 18م ذات الاطبع الاثرى وتحوى اتنى عشر قبة .. وكان امامها من الناحية القبلية كنيسة اثرية ايضا على اسم الشهيدة دميانة .. وكانت قد بنيت هاتان الكنيستان مبدئيا مكان الكنيسة الاقدم التى تحوى تحت مذبحها جسد الشهيد ابوفام وكان بالكنيسة اجنحة مطعمة وبهما بعض الايقونات والمخطوطات وقد ذكر هذه الكنيسة المقريزى فى خططه التاريخية وبعد انشاء اسقفية جديدة فى طما ورسامة الانبا فام اسقفا .قام بالاهتمام بتدبير كنيسة تليق بشفيع الايبارشية (الشهيد ابو فام ) فقام بهدم كنيسة ابوفام وكنيسة الشهيدة دميانة وبناء كاتدرائية عظيمة ذات منارات يراها داخل المدينة من كل اتجاه .. كما قام ببناء منشأت حول الكنيسة تحتوى انشطة كنيسة بها قاعة وضع فيها جسد الشهيد ابوفام بعد استخراجه من تحت مذبح الكنيسة القديمة كما اهتم بنشر سيرة الشهيد ابو فام حتى يتم للشعب كله فى كل مكان من التعرف على سيرة الشهيد وطلب شفاعته واصبح للشهيد ابوفام مريدين وطالبين شفاعته وهو صاحب اكاليل عديدة بركته تكون معنا امييييييييين

 

 البطاركة من 46 الى 50

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ماضى

ابو ماضى


عدد المساهمات : 151
نقاط : 52646
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 01/02/2010

البطاركة من 46 الى 50 Empty
مُساهمةموضوع: البطاركة من 46 الى 50   البطاركة من 46 الى 50 Icon_minitimeالسبت مارس 06, 2010 1:34 pm

الْباٌباٌُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ

46. خائيل الأول
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منة
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسيا
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون خائيل
أبو مقار
17 توت 460
14 سبتمبر 743 للشهداء - 16 برمهات 483 للميلاد
12 مارس 767 للشهداء - 236 للميلاد
15 يوما
دير الزجاج ثم المرقسية بالأسكندرية
المرقسية بالأسكندرية
هشام بن عبد الملك و الوليد بن يزيدي، و زيد بن الوليد و ابراهيم، و مروان، و عبدا لله أبو الفباس السفاح،و عبد الله أيو جعفر المنصور

+ كان راهباً فاضلاً عالماً زاهداً فى دير القديس مقاريوس.
+ ذهب الجميع ليحضروه من ديره لرسامته بطريركياً، ولما وصلوا إلى الجيزة وجدوه قادما مع بعض الرهبان لتأدية مهمة معينة فأمسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية ورسموه بطريركاً فى 17 توت سنة460 ش، وفى يوم رسامته هطلت أمطار غزيرة مدة ثلاثة أيام ففرح الناس بذلك (إذ أن المطر كان قد امتنع عن الإسكندرية لمدة سنتين).
+ نالت البابا شدائد واضطهادات كثيرة.
+ لما أكمل سعيه تنيح بسلام بعد أن قضى على الكرسى المرقسى ثلاثاً وعشرين سنة ونصف.
+ عيد نياحته فى السادس عشر من شهر برمهات.

نياحة البابا ميخائيل "خائيل" ال46 ( 16 برمهات)
في مثل هذا اليوم من سنة 483 ش ( 2 1 مارس سنة 767 ميلادية ) تنيح الأب القديس الأنبا خائيل السادس والاربعون من باباوات الكرازة المرقسية. هذا الأب كان راهبا بدير القديس مقاريوس وكان عالما زاهدا. فلما تنيح سلفه البابا ثاؤذوروس الخامس والاربعون اجتمع أساقفة الوجه البحري وكهنة الإسكندرية فى كنيسة الأنبا شنوده بمصر. وحصل خلاف بينهم على من يصلح، وأخيرا استدعوا الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسفف مريوط. ولما حضرا وجد الأنبا موسى تعنتا من كهنة الإسكندرية فزجرهم على ذلك وصرف الجمع هذه الليلة حتى تهدأ الخواطر. ولما اجتمعوا فى الغد ذكر لهم اسم القس خائيل الراهب بدير القديس مقاريوس. فارتاحوا الى اختياره بالإجماع. وحصلوا على كتاب من والى مصر الى شيوخ برية شيهيت ( وادي النطرون ) ولما وصلوا الى الجيزة وجدوا القس خائيل قادما مع بعض الشيوخ لتأدية مهمة معينة فامسكوه وقيدوه وساروا به الى الإسكندرية وهناك رسموه بطريركا فى 7 1 توت سنة460 ش ( 4 1 سبتمبر سنة 743 م ). وحدث أن امتنع المطر عن الإسكندرية مدة سنتين، ففي هذا اليوم هطلت أمطار غزيرة مدة ثلاثة أيام. فاستبشر الإسكندريون بذلك خيرا. وفى عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد، جرت على المؤمنين فى أيام هذا الأب شدائد عنيفة، وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرين ألفا. وكان البطريرك بسبب ذلك فى حزن شيد جدا الى. أن أهلك الله من كان سبب ذلك. وقد تحمل هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان الوالي الجديد، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد، وغير ذلك من ضروب التعذيب الأليمة. ثم أطلق فمضى الى الصعيد وعاد بما جمعه الى الوالي فأخذه منه ثم ألقاه فى السجن. فلما علم بذلك كرياكوس ملك النوبة استشاط غضبا، وجهز نحو مئة ألف جندي وسار الى القطر المصري واجتاز الصعيد قاتلا كل من صادفه من المسلمين، حتى بلغ مصر، فعسكر حول الفسطاط مهددا المدينة بالدمار. فلما نظر عبد الملك الوالي جيوشه منتشرة كالجراد، جزع وأطلق سبيل البطريرك بإكرام، والتجأ إليه أن يتوسط فى أمر الصلح بينه وبين ملك النوبة. فلبى دعواه وخرج بلفيف من الاكليروس الى الملك وطلب منه أن يقبل الصلح من عبد الملك فقبل وانصرف الى حيث أتى فأعز عبد الملك جانب المسيحيين ورفع عنهم الأثقال. وزاد فى اعتبارهم عندما صلى الأب البطريرك من أجل ابنة له كان يعتريها روح نجس، وبصلاته خرج منها الروح النجس. وحدثت مناقشات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد. فكتب إليه الأب خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلا : " لا يجب أن يقال ان فى المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الاتحاد ولا اثنين ولا شخصين ". واقتنع قزما بذلك ورضى أن يصير أسقفا على مصر تحت رياسة الأب خائيل، الذي لما أكمل سعيه وجهاده انتقل الى الرب الذي أحبه بعد أن قضى على الكرسى المرقسى ثلاثا وعشرين سنة ونصف. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

 خائيل الأول البابا السادس والأربعون
سيامته بطريركًا
كان هذا الأب راهبًا بدير القديس مقاريوس وكان عالمًا زاهدًا. فلما تنيح سلفه البابا ثاؤذوروس الخامس والأربعون اجتمع أساقفة الوجه البحري وكهنة الإسكندرية في كنيسة الأنبا شنودة بمصر، وادعوا بأن لهم وحدهم حق الانتخاب بينما قام فريق آخر يدعي خلاف ذلك. وحصل خلاف بينهم على من يصلح للبابوية. وأخيرًا استدعوا الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف مريوط. ولما حضرا وجد الأنبا بطرس تعنتًا من كهنة الإسكندرية، فزجرهم على ذلك وصرف الجمع هذه الليلة حتى تهدأ الخواطر. ولما اجتمعوا في الغد ذُكر اسم القس خائيل بدير القديس مقاريوس، فارتاحوا إلى اختياره بالإجماع، وحصلوا على كتاب من والي مصر إلى شيوخ برية شيهيت (وادي النطرون). ولما وصلوا إلى الجيزة وجدوا القس خائيل قادمًا مع بعض الشيوخ لمقابلة الأمير حفصا لكي يعفيهم من الضرائب، فامسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية، ورسموه بطريركًا في 17 توت سنة 460ش (14 سبتمبر سنة 743م). وحدث أن امتنع المطر عن الإسكندرية مدة سنتين، ففي هذا اليوم سقطت أمطار غزيرة لمدة ثلاثة أيام فاستبشر السكندريون من ذلك خيرًا.
دَعى نفسه " خائيل" أي "الأخير"، ولم يرضَ أن يُدعَ ميخائيل تواضعًا منه حتى لا يكون اسمه كاسم رئيس الملائكة.

ضيقة مرة
من دير الأنبا مقاريوس الكبير ببرية شيهيت ورسم سنة 735م (451ش). وكانت السنة الأولى من باباويته مليئة بالتعسف والضيق، ذلك أن أسامة بن يزيد متولي الخراج فرض ضرائب باهظة على المصريين وضاعفها على الأقباط، مما أدى ببعضهم إلى إنكار مسيحيتهم ليفوزوا بالإعفاء من دفع الضريبة.

الصلاة من أجل الضيقة
وقد امتلأ قلب البابا ميخائيل حزنًا بسبب خيانة هؤلاء الأبناء، فلم يجد أمامه وسيلة للمحافظة على شعبه غير الصلاة، فانقطع مع بعض الأساقفة في برية شيهيت صائمين ومصلين ضارعين إلى الآب السماوي أن يرفع عنهم الجور والاستبداد، فاستجاب الرب لضراعتهم وهيأ الفرج إذ قد وصل الأمر من الخليفة مروان الثاني بتعيين حسان مكان أسامة. وقد امتاز حسان بالحكمة التي بدت في خطة العطف واللين التي اتبعها مع المصريين، فتهلل قلب الأنبا ميخائيل لذلك وبادله الزيارات وتوطدت بينهما أواصر الصداقة.
محاولة الخلقيدونيين الاستيلاء على كنيسة مار مينا
في عهده حاول الخلقيدونيون الاستيلاء على كنيسة مار مينا بمريوط إلا أن محاولتهم باءت بالفشل.
سجن البابا
على أن فترة السلام كانت قصيرة، إذ أصدر مروان أمرًا إلى واليه الجديد في مصر بمضاعفة الضرائب والتشدد في جبايتها، وقد غالى الوالي في تنفيذ أوامر مروان فطالب القبط بدفع مبالغ باهظة، ولما لم يستطع الأنبا ميخائيل الأول أن يدفعها أمر الوالي بإلقائه في السجن ووضع طوق من حديد حول عنقه وربط كتلة ثقيلة من الخشب إلى كل من قدميه.
كذلك أمر الوالي بطرح الأنبا مويسيس أسقف أوسيم والأنبا ثيؤدورس أسقف بابلون وإيلياس تلميذ الأنبا مويسيس في السجن. وكان السجن مغارة منحوتة في صخرة ليس بها فتحة واحدة تسمح بالنور أو الهواء، ومع ذلك رمى الوالي فيها عددًا غير قليل من الناس.
وبعد انقضاء شهر من الزمان استحضر الوالي البابا وزملاءه وطالبهم بدفع الجزية المفروضة عليهم، فأعلمه البابا بأنه لا يملك شيئًا ثم طلب إليه أن يسمح له بأن يطوف في الصعيد ليجمع من أبنائه فسمح له.
في عهده قام البشموريون بثورة ضد مروان كما قام والي الإسكندرية بالثورة ضده أيضًا وأعلن استقلاله بحكم هذه المدينة، فأرسل مروان حوثره الذي كان أكثر قواده بطشًا لقمع الثورة في الإسكندرية، فبطش بأهلها وقبض على البابا ميخائيل وزعماء الأقباط. وفي أثناء ذلك هجم الخراسانيون على الحدود المصرية وزحفوا حتى وصلوا إلى الضفة الشرقية من النيل عند الفسطاط، بينما كان مروان وجيشه - ومعهم البابا المقبوض عليه - على الضفة المقابلة. وفي أثناء ذلك كان مروان يهين البابا علنًا ويعذبه ويسخر به، ونوى على قتله ومن معه من الأساقفة لولا مشورة عبيد الله الابن الأكبر لمروان الذي أشار على أبيه أنهم قد يضطرون للهروب إلى السودان من وجه أبي مسلم الخراساني، والسودانيون أولاد روحانيون للبابا ميخائيل فإن هو قتله سيعملون على الانتقام له، وبهذا نجوا من قتل مؤكد.
وبعد سقوط مروان اتصل الخراسانيون بالأنبا ميخائيل وأكرموه وسمحوا له أن يعيد بناء الكنائس التي تهدمت وأن يستعيد أموالها المبددة، وهكذا عاد الهدوء لفترة إلى الحياة المصرية.
ساد السلام ربوع مصر في السنوات الأخيرة لباباوية الأنبا ميخائيل، وكانت التجارب والمحن التي جازها قد أثرت على صحته فانتقل إلى عالم النور بعد أن قاد سفينة الكنيسة ثلاثًا وعشرين سنة ونصف، ودفن جثمانه الطاهر بكل إكرام.
قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 350.

شدائده
في عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد جرت على المؤمنين في أيام هذا الأب شدائد عظيمة وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين، كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرون ألفًا، وكان البطريرك من جراء ذلك في حزنٍ عظيمٍٍ جدًا إلى أن أهلك الله من كان سبب ذلك.
بسبب شدة الضيق هرب بعض الأساقفة إلى الأديرة، فعقد البابا مجمعًا قرر فيه ضرورة استمرار الأساقفة في ايبارشياتهم، وحرم من يتجاوز هذا الحكم.
خلاف مع الملكيين (البطريرك التابع لبيزنطة)
بعد سيامته بمدة وجيزة تقرب قوم من الملكيين (الروم) عند الخليفة مروان، ودفعوا له مالاً وحثوه على إصدار أمر إلى عبد الملك بن موسى بمصر لكي يسلمهم دير القديس مارمينا بمريوط، وكانت في يد الأقباط الأرثوذكس. فلما عادوا إلى مصر سلموا الأمر إلى عبد الملك، فعقد مجلسًا تحت رئاسة قاضٍ يدعى عيسى للنظر في ملكية الدير، ودعا الفريقين لكي يدافع كل منهما عن حقه. فجمع البابا أشهر أساقفته وعلماء كنيسته وعرض عليهم صورة أمر الخليفة وكلفهم بالحضور في مجلس القضاء. لكن الملكيين رشوا القاضي، فكان يماطل ولا يستمع إلى الأقباط الأرثوذكس. وبينما كان يستعد لكتابة تقريره في صالح الملكيين عُزل من منصبه وتعين قاضٍ آخر يُدعى أبو الحسيني، وكان عادلاً لا يحابي الوجوه فقدم الحقيقة إلى عبد الملك واستمر الدير في حوزة الأقباط.
بين ملك النوبة وأسقفها
في دنقلة بالنوبة حدث خلاف بين قرياقوص الملك والأنبا إبراهيم أسقفها، وذلك لأن الأسقف حاول ردع الملك عن تصرفاته الشريرة. اغتاظ الملك وطلب من البابا السكندري قطع الأسقف وإلا يدفع بالشعب إلى عبادة الأوثان.
خشي البابا من ضياع شعب النوبة كله فاستدعى الأسقف وعقد مجمعًا لدراسة الموقف. فرأى الكل أن يبقى الأسقف بالإسكندرية ويبعثون بأسقفٍ آخر للنوبة حتى يهدأ الملك. شعر الأسقف إبراهيم بأن الحكم فيه ظلم فترك الإسكندرية وذهب إلى أحد الأديرة بالنوبة حتى نهاية حياته هنا.
قرياقوس ملك النوبة
لاقى هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد. فقد وضع رجليه في خشبة عظيمة وطوق رقبته بطوق حديد ثقيل، وكان معه أنبا موسى أسقف أوسيم وتادرس أسقف مصر وغيرهما، فوضعوهم في خزانة مظلمة نُقرت في صخر لا تصل إلها أشعة الشمس، واستمروا في هذا الضيق من 11 توت إلى 12 بابه، وكان أيضًا معهم ثلاثمائة من الرجال والنساء.
في وسط هذا الضيق كان المرضى يأتون إلى البابا في السجن يصلي من أجلهم وينالون نعمة الشفاء. كما اهتم البابا بالمسجونين، فتاب كثيرون ورجعوا إلى الرب. أطلق الوالي سراحه فمضى إلى الصعيد وعاد بما جمعه إلى الوالي بالرغم من الظروف المالية الصعبة التي اجتازها المصريون بسبب الضرائب الفادحة، وكان البابا يعبر بينهم كملاك الرب، يشفي مرضاهم خلال نعمة الله الفائقة. فأخذه منه ثم ألقاه في السجن. فلما علم بذلك قرياقوس ملك النوبة استشاط غضبًا وجهز نحو مائة ألف جندي وسار إلى القطر المصري واجتاز الصعيد قاتلاً كل من صادفه من المسلمين حتى بلغ مصر، فعسكر حول الفسطاط مهددًا المدينة بالدمار.
فلما نظر الوالي عبد الملك جيوش قرياقوس منتشرة كالجراد جزع خوفًا وأطلق سبيل البطريرك بالإكرام والتجأ إليه أن يتوسط في أمر الصلح بينه وبين ملك النوبة، فلبى دعواه وخرج بلفيف من الإكليروس والتقى بالملك، وطلب منه أن يقبل الصلح مع عبد الملك، فقبل وانصرف من حيث أتى. أكرم عبد الملك المسيحيين ورفع عنهم الأثقال وزاد في اعتبارهم.
شفاء ابنة الوالي عبد الملك
صلى البطريرك على ابنة الوالي وكانت تعاني من روح نجس وخرج منها الروح بصلاته.
مناظرات بينه وبين قزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد
حدثت مناظرات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد، فكتب إليه الأب خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلاً: "إنه لا يجوز أن يُقال إن في المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الاتحاد ولا اثنين ولا شخصين". واقتنع قزما بذلك ورضى أن يصير أسقفًا على مصر تحت رئاسة الأب خائيل.
تجديد الاضطهاد
لم تستمر فترة الراحة طويلاً إذ حضر مروان إلى مصر ونكث هو وعبد الملك عهدهما مع الأقباط، وأخذا في اضطهادهم بقسوة بربرية. اضطر الأقباط إلى الثورة حتى هزموا جيش مروان، لكن مروان استجمع قواته وقاتلهم بشدة وقبض على البابا السكندري وبطريرك الروم، فدفع الأخير ألف قطعة ذهب بينما لم يكن لدى البابا ذات المبلغ. ثقل رجليه بقطعة من الحديد وألقاه في السجن وابتدأ يعذبه تسعة أيام ثم أحضره وجذبه بيده وطرحه وصار يضربه بقضيب في يده مائتين مرة ثم أمر الوالي بضرب عنقه، لكنه عدل عن ذلك. طلب منه أن ينصح البشامرة الثائرين من الأقباط بالتوقف عن مقاتلته، لكن البشامرة ثاروا بالأكثر.
في سنة 751م دخل أبو العباس مصر بجيش زاخر للاستيلاء على الحكم من يد مروان، وكان الأقباط في ضيق شديد فانحازوا إليه وطلبوا مساعدته. عسكر أبو العباس على شاطئ النيل في البر الشرقي تجاه مروان الذي كان مازال قابضًا على البابا وبعض الأساقفة. وأمر الجند أن يهينوا البابا من الجانب الآخر للنيل وينتفون شعر لحيته كما قاموا بتعذيب الأنبا موسى أمام الأقباط.
في اليوم التالي أحضر البابا ومعه الأساقفة ومجموعة من الشعب وتركهم في الشمس عشرة ساعات ثم بدأ في تعذيبهم بقسوة شديدة، حتى كان الأقباط ومعهم المسلمون في البر الشرقي يبكون بمرارة. وكان البابا يصلي ويثبّت المؤمنين.
لم يحتمل عبد الله بين مروان المنظر، فسكب دموعًا كثيرة أمام أبيه لكي يطلق سراحهم، قائلاً له بأنه لن يقدر على مقاومة الخراسانيين وسيضطر إلى الذهاب إلى السودان، هناك أولاد هذا البطريرك لن يقبلوه. تطلع مروان إلى جيش الخراسانيين فانزعج جدًا واضطر إلى إعادة البابا ومن معه إلى المعتقل بالجيزة، وأدخلهم موثقين في أربعة سجون في ضيقٍ شديدٍ حتى أشرفوا على الموت، لكن البابا كان يعزيهم.
عبر الخراسانيون إلى الضفة الغربية وهزموا مروان، فهرب بينما ذهب ابنه ليحرق السجن الذي فيه البابا، لكن ما أن أشعل النار حتى أكرهه الأعداء على الهروب. أطفأوا النيران وأطلقوا المسجونين وجاءوا بهم إلى كنيسة مارمرقس بالجيزة.
شدة جديدة
إذ استولى أبو العباس على مصر أحسن معاملته مع المسيحيين، غير أن هذه الراحة لم تدم سوى أربع سنوات مرت كالحلم. وبسفر أبو العباس وترك الولاية لآخرين أساءوا التصرف، وصاروا يضايقون الأقباط من جديد. حاول البابا أن يذكرهم بما أظهره أبو العباس من آمان لهم لكنه لم ينجح، واستمر المسيحيون في مرارة حتى شوهدت مياه النيل ناقصة عن منسوبها المعتاد ذراعين.
رفع منسوب مياه النيل
أقام الأساقفة مع البابا صلوات عيد الصليب وتقدموا مع جميع كهنة الجيزة وأهل الفسطاط وحملوا الأناجيل والمباخر ودخلوا كنيسة مار مرقس واكتظت الحقول والحدائق حولها بالشعب. تقدم البابا ورفع الصليب وصلى الكل، وكان الشعب يصرخ: "يا رب ارحم" لمدة ثلاث ساعات، فزاد النيل ذراعًا. سمع الوالي بذلك فأرسل علماء المسلمين وحاخامات اليهود وصلوا فلم يرتفع مقياس النيل.
اضطر أن يدعوا النصارى للصلاة، حيث أقام البابا الأسرار الإلهية وألقوا بمياه غسل الأواني في النهر في الساعة السادسة من النهار، فزادت المياه حتى بلغت ثلاثة أذرع، فأحب الوالي أبوعون الأقباط.
خلاف مع كنيسة إنطاكية
كانت زوجة المنصور أبي جعقر عاقرًا فسمعت عن تقوى اسحق أسقف حاران وعمله العجائب فاستدعته وصلى من أجلها فوهبها الله طفلاً، فصار الأسقف اسحق موضوع الإكرام والتبجيل. وإذ تنيح يوحنا بطريرك إنطاكية سأل الأنبا اسحق الوالي أن يخلفه فأجابه طلبه حالاً وهدد من يعترض ذلك. قيل أنه تسبب في قتل مطرانين رفضا أن لا يترك الأسقف ايبارشيته ليصير بطريركًا.
بناء على طلب الأنبا اسحق كلف الخليفة والي مصر أن يحقق طلبات البطريرك الأنطاكي الجديد، كما بعث البطريرك رسالة إلى البابا خائيل في صحبة مطراني دمشق وحمص وكاهنين. عقد البابا مجمعًا لمدة شهر وقرروا ألا يشترك البابا مع بطريرك أخذ رتبته بقوة السلطان. وكان أمام البابا أحد اختيارين، إما مصادقة البطريرك اسحق أو الذهاب لمقابلة الخليفة. وإذ كان البابا يستعد للسفر وهو شيخ، متحملاً مشقة الطريق إذا بخبر انتقال اسحق من العالم قد حلّ المشكلة.
كانت أيامه الأخيرة في سلام بعد أن أقام على الكرسي ثلاثة وعشرين عامًا، إذ تنيح في 16 برمهات سنة 468 ش (767م).
القس منسى يوحنا: تاريخ الكنيسة القبطية، الجيل الثامن.



الْباٌباٌُ السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ

47. مينا الأول
الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون سمنود
مينا
أبو مقار
أول برموده 483 للشهداء - 27 مارس 767 للميلاد
30 طوبه 492 للشهداء - 26 يناير 776 للميلاد
8 سنوات و 10 أشهر
11 شهرا و 16 يوما
المرقسية بالأسكندرية
المرقسية بالأسكندرية
عبد الله أبو جعفر المنصور، و محمد منصور المهدي

+ كان تلميذاً وفياً للبابا خائيل فى بطريركيته بعد أن كان تلميذاً له أيضا فى دير أبى مقار.
+ لحقته متاعب كثيرة بسبب راهب يدعى بطرس، كانت تتملك عليه شهوة الأسقفية فلما رفض البابا مينا رسامته لعدم استحقاقه سافر إلى بلاد الشام حاملاً معه رسائل مزورة صادرة من البابا مينا إلى بطريرك أنطاكية يشرح فيها اضطهاد الكنيسة فى مصر... واستطاع بطرس هذا أن يجمع أموالاً كثيرة من بطريرك أنطاكية و أساقفته... وقصد بغداد وأخذ يتقرب من حاشية الخليفة بماله... حتى تمكن من الوصول إلى الخليفة العباسى المنصور الذى أحبه، إذ كان يشبه ابناً له قد توفي... وطلب بطرس من الخليفة أن يجعله بطريركاً على مصر، فكتب الخليفة إلى والى مصر عبدالله بن عبد الرحمن بذلك... فقام والى مصر واعتقل البابا مينا... وأرسل بطرس هذا إلى الأساقفة ليجتمع بهم وصعد إلى الهيكل ليصلى، فعنفه الأساقفة و امسكوا قلنسوته (و كان مكتوب عليها بالخط العربى " بطرس بطرك مصر" وإلى جانب اسمه اسم الخليفة المنصور) و قالوا له "هل تستحق بيع مصر أن تتنجس بك ؟!". فامتلأ غضباً وأمر رجال الخليفة أن يعتقلوا جميع الأساقفة... ثم أخرج الوالى البابا والأساقفة من الحبس ليطلب منهم أموال الكنائس، فأخذ بطرس يهدد الوالى، فانقلب الوالى على بطرس ووضعه فى السجن وظل فية ثلاث سنوات حتى عزل من ولاية مصر وأرسل آخر مكانه فأخرج بطرس من السجن فأنكر بطرس الإيمان المسيحى واعتنق الاسلام.
+ وبعد جهاد عظيم تنيح البابا مينا.
عيد نياحته 30 طوبه.

نياحة البابا مينا الاول ال47 ( 30 طوبة)
في هذا اليوم تذكار نياحة البابا مينا الاول ال47. صلاته تكون معنا امين.

 مينا الأول البابا السابع والأربعون
من رهبان دير الأنبا مقار ببرية شيهيت، جلس على كرسي الإسكندرية خلفًا للبابا ميخائيل الأول، وكان انتخابه بإجماع آراء الإكليروس والشعب. وعند الرسامة رغب في أن يحتفظ باسمه فأصبح الأنبا مينا الأول سنة 765م (474ش). ولما تسلم مقاليد الرئاسة الروحية العليا أخذ يعلم الشعب ويوضح له معنى الإيمان الأرثوذكسي، كما أخذ يبني الكنائس المتهدمة. وكان يعمل بفرح روحي انعكس على وجهه فكان الشعب يتعجب من النعمة البادية عليه، وقد استطاع الأنبا مينا الأول أن ينجز هذه الأعمال البناءة في سرعة وهدوء لأن التفاهم ساد العلاقات بين الأقباط ووالي البلاد إذ ذاك.
راهب يطلب إقامته بطريركًا
لكن عدو الخير لم يدع الأنبا مينا يستمتع بجهوده الروحية طويلاً، فجاءت التجربة هذه المرة من الداخل من أحد الرهبان اسمه بطرس، تودد إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ثم طلب منه العمل على إقامته بطريركًا على كرسي الإسكندرية، فكتب الخليفة إلى أبي العون والي مصر ليحقق رغبة الراهب. كان أبي العون يحترم البابا مينا إلا أنه اضطر لتنفيذ أوامر الخليفة فاعتقل البابا في دار الولاية، ثم عاد واعتقل الأساقفة لرفضهم تنفيذ طلب ذاك الراهب. واشتغل الأنبا مينا وأساقفته بطلاء المراكب سنة كاملة دون أن يبدو منهم أي ألم أو ضجر، وأخيرًا إذ ازداد بطرس في تشامخه مع الوالي نفسه أمر بحبسه، ثم أذن لساعته للأنبا مينا وأساقفته بأن يعودوا إلى كراسيهم مكرمين.
قضى الأنبا مينا سنواته الأخيرة في افتقاد شعبه واستنهاضه للجهاد وفي تجديد الكنائس، خاصة أن الوالي صالح بن علي نهج منهج أبي العون في إنصافه للمسيحيين وفي حسن معاملته للشعب المصري عامة. ثم انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار وكانت أيام باباويته ثماني سنين وعشرة أشهر.
قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثالث صفحة 385.



الْباٌباٌُ الثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ

48. يوأنس الرابع
الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون بناوبوصير بالمحلة الكبرى
يوحنا
أبو مقار
17 طوبه 493 للشهداء - 12 يناير 777 للميلاد
16 طوبه 515 للشهداء - 11 يناير 799 للميلاد
22 سنة
15 يوما
المرقسية بالأسكندرية
المرقسية بالاسكندرية
محمد منصور المهي، و موسى
مهدي الهادي، و هارون الرشيد

+ كان مداوماً على العبادة والنسك فى دير القديس مقاريوس، فاختاره البابا السادس والأربعون ورسمه قساً.
+ لما تنيح البابع السابع والأربعون، اجتمع الأساقفة والكهنة والشعب يصلون القداسات لمدة ثلاث أيام ثم عملوا قرعة هيكلية فوقع الأختيار علي هذا الطوباوى من ضمن مجموعة من الرهبان ثلاثة مرات متتالية ففرحوا به ورسموه بطريركاً.
+ فأحسن الرعاية وأحب شعبه وكان كثير التعليم والوعظ، كثير الرحمة على الفقراء والمحتاجين.
+ ولما دنا وقت نياحته دعا كهنته قال لهم أنى ولدت فى 16 طوبه، ورسمت بطريركاً فى 16 طوبه وسأنتقل من العالم فى 16 طوبه... وأخبرهم بأن تلميذه مرقس سيخلفه فى الكرسى المرقسى، ثم تنيح بسلام.
عيد نياحته فى 16 طوبه من كل عام.

نياحة البابا يوحنا الرابع ال48 ( 16 طوبة)
في مثل هذا اليوم من سنة 792 م تنيح القديس الانبا يوحنا الرابع بابا الإسكندرية الثامن والأربعون. وقد ترهب في دير القديس مقاريوس، وكان يداوم علي العبادة الحارة واشتهر بالنسك. فاختاره الانبا ميخائيل البابا السادس والأربعون ورسمه قسا علي كنيسة آبي مينا وسلم له تدبير شئون شعبها وأملاكها ونذورها فقام بذلك خير قيام. ولما تنيح الانبا مينا البابا السابع والأربعون، اجتمع الأساقفة والكهنة والعلماء بمدينة الإسكندرية، ووقع اختيارهم علي بعض الرهبان، فكتبوا اسم كل منهم في ورقة وكان هذا الاب بينهم، ومكث الأساقفة ثلاثة ايام يقيمون القداس ويصلون. وبعد ذلك احضروا طفلا، اخذ إحدى الأوراق، فوجدها باس هذا القديس. ثم أعادوها بين الأوراق الأخرى، واحضروا طفلا أخر فخرجت بيده نفس الورقة. وتكرر ذلك مرة ثالثة. فأيقنوا ان الله قد اختاره، فآخذوه ورسموه بطريركا سنة 768 م فاحسن الرعاية، وكان مداوما علي وعظ الشعب، لتثبيته علي الإيمان الأرثوذكسي، كما كان كثير الرحمة علي الفقراء والمحتاجين. وحدث في أيامه غلاء فاحش، حتى بلغ ثمن إردب القمح دينارين. فكان يجتمع عند بابه كل يوم فقراء كثيرون علي اختلاف عقائدهم، فعهد إلي تلميذه مرقس ان يستخدم أموال الكنائس في سد أعواز ذوي الحاجة فكان يقدم للجميع بسخاء إلي ان أزال الله الغلاء. واهتم هذا الاب ببناء كنائس كثيرة، ولما دنا وقت نياحته دعا كهنته وقال لهم إني ولدت في 16 طوبة، وفيه رسمت بطريركا، وفيه سأنتقل من هذا العالم. فلما سمع الأساقفة والكهنة بكوا وقالوا : بري من هو الذي يسكون أبا لنا بعدك ؟ فقال لهم ان السيد المسيح قد اختار تلميذي القس مرقس لهذه الرتبة. واكمل في الرئاسة ثلاث وعشرين سنة وبضعة شهور وتنيح بسلام.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

 يوأنس الرابع البابا الثامن والأربعون
سيامته بطريركًا
انقضت خمسة عشر شهرًا بعد نياحة البابا مينا الأول قبل أن يجتمع الأساقفة معًا في الإسكندرية لاختيار من يخلف البابا الراحل. ولما اجتمعوا رأوا أن يصوموا ويصلوا استلهامًا للروح القدس، وبينما هم يصلون قام شماس شيخ واقترح اسم راهب مشهود له بالتقوى ورخامة الصوت اسمه يوأنس، وكان يعيش في دير الأنبا مقاريوس الكبير.
ومع ما امتاز به هذا الراهب من فضائل فقد رأى بعض الأساقفة أن يلجأوا إلى القرعة الهيكلية في الانتخاب، وعلى ذلك اختاروا راهبين آخرين وكتبوا الأسماء الثلاثة، كلاً على ورقة، ووضعوا معها ورقة بيضاء، ثم اشتركوا معًا في إقامة ثلاثة قداسات. وكانوا كلما انتهوا من إقامة صلوات القداس يطلبون إلى ولدٍ صغيرٍ أن يسحب ورقة من الأربع ورقات الموضوعة على المذبح، وفي المرات الثلاثة كانت الورقة تحمل اسم الراهب يوأنس. فلم يسع الأساقفة والأراخنة إلا أن يختاروا الراهب يوأنس، وتمت رسامته سنة 776م، وذلك في عهد خلافة محمد المهدي.
أعماله الرعوية
كان أول عمل أتاه البابا أن بعث برسالة الشركة إلى الأب المغبوط جرجس بطريرك إنطاكية يجدد له فيها اتحاده معه في الإيمان الأرثوذكسي.
وكان الأب جرجس البطريرك قد أُلقي في السجن وجلس عوضًا عنه ابن خادمة الخليفة الذي لم يخاطب الكرسي الإسكندري قط حتى مات هذا البطريرك الدخيل. عاد الأب جرجس بعد عشرة سنوات إلى كرسيه وإذ وجد الرسالة التي كان قد بعث بها البابا يوحنا فرح بها جدًا وردّ عليها بمثلها؛ جمع الأساقفة والشعب وتلاها عليهم.
وإذ كان السلام مستتبًا في أنحاء البلاد نتيجة وجود والٍ منصف يحكمها، وجه البابا عنايته لبناء كنيسة فخمة وبجوارها أنشأ دارًا لسكناه في الإسكندرية، كما انصرف إلى تجديد الكنائس وتزيينها بالأيقونات والنقوش والزخارف. ثم قام البابا برحلة رعوية عمل خلالها على تثبيت قلوب المؤمنين على العقيدة الأرثوذكسية.
متاعب يوليانوس البطريرك الملكي
عانى البابا من البطريرك الملكي بالإسكندرية يوليانوس، والذي كان طبيبًا ماهرًا مشهورًا يحترمه الملوك المسلمين لأجل مهنتته. دُعي إلى دار الخلافة في بغداد وعالج بعض أقرباء الأسرة المالكة، وفي مقابل ذلك حصل على أمر بتسليمه جميع كنائس الإسكندرية، فثار الشعب الأرثوذكسي عن بكرة أبيه ومنعه، ولم يستطع نوالها.
اِدّعى البطريرك الملكي أن البابا قد أقام كنيسة الملاك ميخائيل والتي دعاها كنيسة التوبة على أرض حكومية، ولكن البابا أكد ملكية الأرض وانها ليست ملك الحكومة، ومع ذلك اضطر البابا إلى دفع غرامة ضخمة.
قد حدثت في عهده مجاعة نتيجة نقص الحصاد، فكان البابا، بالإضافة إلى الصوم والصلاة في حرارة واستعطاف، يفتح مخازن الكنيسة للمحتاجين من الشعب وتوزيع ما فيها على الجميع من مسلمين ومسيحيين، كما أخذ يحث الأغنياء من شعبه على المسارعة إلى مد يد العون لاخوتهم، وبهذا استطاع البابا أن يخفف من حدة المجاعة.
هدم الكنائس
حدث أن تولى ولاية مصر والٍ جديد حسب أن الدين الإسلامي يأمر بهدم الكنائس، فأمر بهدم عدد كبير منها رغم أنه أحسن معاملة الأقباط، وأدى توهمه هذا إلى قيام بعض المتعصبين بهدم عدد آخر من الكنائس.
ولما علم البابا بأخبار التخريب ترك الإسكندرية وذهب إلى الفسطاط وغيرها من المدن ليقف بنفسه على ما جرى لكنائسها، وأقام القداس في كنيسة تهدم سقفها وكانت دموعه تنساب على خديه طيلة مدة الصلاة. وظهر له ملاك الرب عن يمين المذبح وعزاه وأعلمه أن صلواته أُستجيبت، وأن البابا الذي سيخلفه سيجدد كل الكنائس المتهدمة. فرح الأنبا يوأنس وامتلأ قلبه سلامًا واطمأن إلى حال الكنيسة.
مع هدوئه النفسي الكامل أحس بوعكة أدرك معها أن ساعته قد حانت، فاستقر رأيه على السفر إلى الإسكندرية، وهناك أوصى الأساقفة برسامة مرقس سكرتيره وابنه الروحي خلفًا له حسب ما أشار عليه ملاك الرب، ثم تنيّح بسلام في سنة 799م.
مرقس تلميذه
اشتهر مرقس الذي كان قيّمًا في كنيسة أبي مينا بالإسكندرية بتقواه وعلمه وإجادة القراءة والتسبيح، فكان كثيرون يأتون إلى الكنيسة باكرًا حتى لا يفوتهم تسبيح مرقس وقراءته. كان بروح الرب يرفع قلوبهم كما إلى السماء.
تنيّح أنبا جرجس أسقف إيبارشية مصر (القاهرة) فكتبت رعيته إلى البابا الأنبا يوأنس يلتمسون منه إقامة شماسه مرقس عِوضًا عنه. استدعاه البابا وسامه قسًا بغير إرادته لكي يقيمه أسقفا على إيبارشية مصر، لكن القس مرقس رفض تمامًا وهرب. اضطر البابا إلى سيامة آخر وهو القس ميخائيل.
تضايق البابا مما فعله القس مرقس فكتب إلى شيخ قديس بالبرلس يخبره بأن هذا القس قد عصاه، وانه لن يُقبل بعد لسيامته أسقفًا. فأرسل الشيخ جرجس إلى البابا يقول له إن عدم قبوله الأسقفية هو من الله الذي سيجعله بطريركًا بعده. فتعجب البابا جدًا واستدعى القس مرقس وأعاده تلميذًا له وكان يحبه ويجلّه.
من رسالة البابا يوأنس الرابع
إلى قرياقوس بطريرك أنطاكية ال 46
[نؤمن بالآب والابن والروح القدس الثالوث المساوي في الجوهر، الذي تسبحه القوات العلوية بلا فتور، ويبشر به ذوو العيون النيّرة...
يجب علينا نحن أيضًا أن نفتح عيون قلوبنا بالتقديس ثلاث مرّات مثل دانيال، إذ فتح كُوى بيته الشرقية للثلاث صلوات (اليومية)، لكي ننال نور مجد لاهوت الحق، قائلين كبولس الثلاث فضائل المقدسة، وهي الإيمان بالآب والرجاء بالابن والمحبة بالروح القدس التي هي كمال الناموس، لأن ثمرة المحبة للروح القدس هي الإيمان.
فنحن نؤمن بالآب والابن ونؤمن أيضًا بالروح القدس ونحبه مع الآب والابن فنكمل الاعتراف بالمحبة الحقيقية. والثلاثة هم لاهوت واحد، ولو كانت الأقانيم متميزة الأسماء والمعاني كما علّم القديس ساويرس...
من المعلوم أن الأفعال تدلّ على الأسماء، وأفعال الثلاثة أقانيم الواضحة في الكتاب لا يشك من له أقل معرفة في انها تدل على وحدة طبيعة الآب والابن والروح القدس. لكن هذه الطبيعة الواحدة (للثالوث القدوس) والأسماء المختلفة المعاني غير وحدتها واختلاف أقانيمها عن بعض في عقولنا، لأنه من المستحيل أن نتصور تمييزها عن خارج طبيعتها الواحدة، ولا يجوز أن نقول أنها عبارة عن قوى الطبيعة الإلهية مثل قوى النفس البشرية، لأن كل أقنوم له الطبيعة بلا نقص وهي متحدة ببعضها اتحادًا جوهريًا، وعلى ذلك يكون الآب موجودًا في الابن والروح، كما أن الابن والروح موجودان في الآب ومع بعضهما.
وقد علمنا هذا التعليم اللسان الناطق بالإلهيات، أعني غريغوريوس في كتاب المعمودية حيث قال: لأن اللاهوت واحد في الثلاثة، والثلاثة واحد في اللاهوت، وأما الزيادة والنقصان فلندرْ عنهما، ولا نجعل الوحدانية والتمايز (الافتراق) غريبين، لنبق عنهما. فانه بهذا الخلط سقط سابيليوس الذي جمع اللاهوت في أقنوم واحد، وبهذا الافتراق تهوّر أريوس الذي بعدَ الأقانيم عن بعض، فإن هذين الأمرين مفسدان للنفوس ومتساويان في الكفر، ونحن نرذلهما ونحرمهما.
نحن نرذل معكم أيها المغبوطون ونعزل قطعيًا الذين يقولون أن الأقانيم لا تتميز عن بعض مثل تمييز الأبوة عن النبوة وبالعكس الانبثاق.
إننا نؤمن بابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور الأزلي مع الآب، والروح القدس... الذي لما أراد أن يرحم خليقته من اللعنة والهلاك بسبب سقوط آدم بذلته والقضاء الذي قضى به عليه، طأطأ السماء ونزل، بحيث لم يفارق كرسي مملكته الإلهية، وصار في بطن العذراء البتول مريم القديسة الطاهرة وتجسد من الروح القدس ومنها من دمها البتول، جاعلاً ناسوته معه واحدًا في الأقنومية، ذلك الناسوت الذي هو ذات نفس عاقلة عالمة...
صار طبيعة واحدة مركّبة وأقنومًا واحدًا وبروسبًا واحدًا ومسيحًا واحدًا ابنًا واحدًا وربًا واحدًا...
وكما أن الكنيسة تنفر من القول بالافتراق تنفر أيضًا من القول بالامتزاج والاختلاط والتغيير كما أسلفنا، كما تنفر من القول بالخيال، وممن يقول بأن جسد الرب من السماء أو من هيولي آخر غير دم العذراء، أو أنه لم يكن قابلاً الآلام والموت نظير كل واحد من البشر ماعدا الخطيئة...]
قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 391.
القس منسى يوحنا: تاريخ الكنيسة القبطية.



الْباٌباٌُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ

49. مرقس الثانى
الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون الأسكندرية
مرقس
أبو مقار
2 أمشير 515 للشهداء - 26 يناير 799 للميلاد
22 برموده 535 للشهداء - 17 ابريل 819 للميلاد
20 سنة و شهران و 21 يوما
12 يوما
المرقسية بالأسكندرية
بيعة نبروه ثم المرقسية بالأسكندرية
هارون الرشيد، و الأمين، و المأمون

+ كان من أهل الإسكندرية، طاهراً عالماً فاضلاً ناسكاً فرسمه البابا يوحنا الرابع شماساً فقساً وسلم إليه البابا تدبير البطريركية.
+ ولما تنيح البابا يوحنا الرابع اجمع الأساقفة على اختياره بطريركاً فهرب إلى البرية فلحقوا به وأحضروه ورسموه فى 2 أمشير سنة 515 ش، فاهتم بعمارة الكنائس وأبرأ مرضى كثيرين وأخرج شياطين كثيرة.
+ ولما أراد الرب نياحته مرض قليلاً فقام بخدمة القداس الإلهى وتناول الأسرار الإلهية ثم ودع الذين كانوا عنده. وتنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسى المرقسى عشرين سنة وشهرين وواحد وعشرين يوماً.
عيد نياحته فى الثانى والعشرين من شهر برموده.

نياحة البابا مرقس الثانى ( 22 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 535 ش (17 أبريل سنة 819 م ) تنيح الأب المغبوط مرقس التاسع والأربعين من باباوات الكرازة المرقسية. هذا البابا كان من أهل الإسكندرية، بكرا طاهرا عالما فاضلا. وقد رسمه البابا يوحنا شماسا فقسا فكان كل من يسمعه يطرب بصوته وبحسن نغماته في الصلاة وسلم إليه البابا البطريرك تدبير البطريركية ولم يكن يعمل شيئا إلا بعد أخذ رأيه، وعندما البسه الاسكيم المقدس في الهيكل. صاح أحد الشيوخ قائلا : هذا الشماس الذي اسمه مرقس سيستحق أن يجلس علي كرسي أبيه مرقس لما تنيح البابا يوحنا أجمع الأساقفة علي اختياره بطريركا فهرب إلى البرية ولكنهم لحقوا به وأحضروه ورسموه بطريركا في يوم 2 أمشير سنة 515 ش ( 26 يناير 799م ) فأهتم بشؤون الكنائس وعمر ما خرب منها ورد أرباب البدع إلى الرأي القويم وأبرأ مرضي كثيرين وأخرج من بعضهم الشياطين وقال لبعضهم أن ما أصابكم حدث نتيجة تجاسركم علي التناول من الأسرار المقدسة بجهل، فاحفظوا نفوسكم منذ الآن من الكلام الرديء الذي يخرج من أفواهكم. وفي أيامه استولي العرب علي جزائر الروم وسبوا كثيرين من نسائهم وأولادهم وآتو بهم إلى الإسكندرية وشرعوا في بيعهم فجمع من المؤمنين مالا علاوة علي ما كان عنده من أموال الأديرة ودفع في سبيل إنقاذهم وإطلاق حريتهم ومبلغ ثلاثة آلاف دينار وكتب لهم أوراق عتقهم وزود من رجع إلى بلاده بالمال اللازم له وزوج من بقي منهم وصار يعتني بهم وأهتم هذا الأب بكنيسة المخلص التي بالإسكندرية وجددها فأحرقها بعض الأشرار فعاد وجددها ثانية.
ولما أراد الرب نياحته مرض قليلا فقام بخدمة القداس وتناول الأسرار الإلهية ثم ودع الأساقفة الذين كانوا عنده وتنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي عشرين سنة وشهرين واحد وعشرين يوما صلاته تكون معنا. آمين

 مرقس الثاني البابا التاسع والأربعون
في دير القديس مقاريوس الكبير
أثناء جولات البابا يوأنس الرابع البطريرك الثامن والأربعين الرعوية وجد بين الشباب شماسًا متبتلاً متبحرًا في العلوم الروحية اسمه مرقس، وقد حباه الله صوتًا عذبًا روحانيًا، ففرح به البابا وأحبه وعينه سكرتيرًا له. ثم بعد مدة استصحبه إلى دير الأنبا مقار وهناك ألبسه الإسكيم المقدس، وما أن تمت هذه الشعائر المقدسة حتى تقدم ناسك شيخ وصافحه مهنئًا ثم قال: "إن هذا الشماس يستحق أن يجلس على كرسي أبيه العظيم مرقس الرسول".
سيامته بطريركًا
إذ تنيح أسقف بابلون طلب الشعب من البابا أن يرسم لهم الراهب مرقس سكرتيره أسقفًا لهم، ففرح البابا لهذا الطلب لِما كان يعلمه من استحقاق مرقس لكرامة الأسقفية. فلما سمع الراهب بنية البابا اختفى عن الأنظار وعبثًا حاول المؤمنون أن يعرفوا مكانه، فاضطر البابا في النهاية إلى رسامة راهب غيره، وظل مرقس مختفيًا حتى بعد رسامة أسقف بابلون مما جعل البابا يستمر غاضبًا عليه، ولكن ضميره أنَّبه على ذلك فبعث برسالة إلى راهب شيخ متوحد في ضاحية البرلس يعلمه بغضبه على تلميذه. رد عليه المتوحد برسالة قال فيها أن الله كشف له عن صونه ليجلس على كرسي مار مرقس في الوقت المناسب. فرح البابا بهذه الرسالة، ولما دنت وفاته وسأله الشعب عمن يجلس بعده أعلمهم أن ملاك الرب أعلمه أن مرقس تلميذه هو المختار من الرب. بعد نياحة البابا هرب مرقس إلى البرية إذ علم بنية الأساقفة، فبحثوا عنه حتى وجدوه وقيدوه وساقوه إلى الإسكندرية حيث رسموه سنة 790م (506ش).
صداقة مع الوالي
بعد رسامته قام زيارة لبيب الدولة والي مصر، وما كاد الوالي يرى البابا حتى نشأت بين الاثنين مودة وثيقة، وسأل الوالي من البابا أن يطلب ما يشاء فيحققه له، فكان الطلب أن يسمح له ببناء الكنائس اللازمة لخدمة الشعب وترميم المتهدم منها، فأجابه الوالي إلى طلبه.
رسالة شركة إلى أخيه بطريرك إنطاكية
كتب رسالة الشركة إلى أخيه بطريرك إنطاكية الذي رد عليه بمثلها معبرًا عن ابتهاجه وابتهاج شعبه بوحدة الإيمان الأرثوذكسي.
قرارات مجمع خلقيدونية
وكان بين الأقباط عدد غير قليل قد وافق على قرارات مجمع خلقيدونية، فكان البابا يصلي من أجلهم ليل نهار بدموع حتى يرجعوا عن طريق ضلالهم، واستجاب الرد لصلواته ودموعه فحرك قلب رئيس هذه الجماعة ويدعى إبراهيم كما حرك قلب أبيه الروحي جُرجَه إلى التوبة الصادقة، فقبلهما البابا مع كل جماعتهما وناولهم من الأسرار الإلهية.
فساد سياسي ومضايقات
في عهده كان الخليفة العباسي في ذلك الوقت هو هارون الرشيد الذي ازدهرت في عصره العلوم والفنون، ثم توفي هارون الرشيد واختصم ابناه المأمون والأمين على الخلافة أدت إلى حرب طاحنة بينهما وكان نصيب مصر من الشقاء نتيجة لهذه الحرب نصيب الأسد. كما عانت مصر أيضًا من وفود خمسة عشر ألف لاجئ من بلاد الأندلس إليها، كانوا قد قاموا بثورة فاشلة ضد الخليفة الأموي الذي قهرهم وأمر بنفيهم، فعاثوا في مصر فسادًا إذ كانوا يضرمون النار في بيوت العبادة ويتحرشون بالمصريين الآمنين.
رأى البابا أن يواسي شعبه في محنته فكان يتجول بينهم يعزيهم ويشددهم غير أن الأندلسيين أخذوا يضيقون على البابا الخناق حتى اضطروه في آخر الأمر إلى ترك الإسكندرية، وأخذ يتنقل من بلد إلى بلد لمدة خمس سنوات لا يستقر في مكان حتى لا يقع في أيديهم، إلى أن استطاع الأمير عبد العزيز إعادة الاستقرار إلى البلاد.
مرارة نفسه ونياحته
قرب انتهاء هذه القلاقل إذا بشدة جديدة تصيب البابا، إذ أغارت قبائل البربر على وادي النطرون وخربوا الأديرة وقتلوا الرهبان القاطنين فيها، ولم ينجُ من أيديهم سوى عدد قليل تشتتوا في أنحاء الصحاري الشاسعة. فعاود الحزن قلب الأنبا مرقس الثاني وبكى بكاءً مرًا على الأديرة وساكنيها وتضرع إلى الله أن يجعل هذه الكارثة خاتمة حياته، لأن ما حل في عهده من بلايا قد حطم قلبه وملأه ألمًا على ألم، فاستجاب الرب لتضرعاته وأرسل إليه ملاكًا يقول له: "لا تجزع أيها الخادم الصبور لأنك ستنتقل إلى الأخدار السمائية يوم عيد القيامة المجيدة، وهذه هي العلامة: حين تنتهي من خدمة القداس الإلهي ليلة العيد وتتناول من الأسرار المقدسة ستنطلق روحك من أسر هذا الجسد".
لما استيقظ البابا مرقس صبيحة تلك الليلة أخبر الأساقفة الذين كانوا معه بالحلم الذي رآه. وقد تحقق حلم البابا السكندري إذ لم يكد ينتهي من شعائر القيامة المجيدة حتى انطلقت روحه إلى بيعة الأبكار.
قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 403.



الْباٌباٌُ الْخَمْسُونَ

50. يعقوب
الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون نبروه
ياكوبوس
أبو مقار
4 بشنس 535 للشهداء - 29 أبريل 819 للميلاد
14 أمشير 546 للشهداء - 8 فبراير 830 للميلاد
10 سنوات و 9 أشهر و 9 أيام
7 أيام
المرقسية بالأسكندرية
تيدأ
المأمون

+ كان راهباً فاضلاً فى دير القديس مقاريوس، ونظراً لقداسته وتقواه أجمع الكل على انتخابه بطريركاً بعد نياحة البابا التاسع والأربعين.
+ وبعد أن جلس على الكرسى المرقسى جدد الكنائس وعمر الأديرة وقد وهبه الله عمل الآيات حتى أنه أقام طفلاً من الموت وذلك بأن رشم الصليب على جبهة الطفل وصدره وقلبه وصلى بحرارة ثم نفخ فى وجه الطفل فقام من الموت.
+ لما أكمل جهاده الحسن تنيح بسلام بعد أن قضى فى الرئاسة عشر سنين وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً.
عيد نياحته فى اليوم الرابع عشر من شهر أمشير.

نياحة القديس الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون ( 14 أمشير)
في مثل هذا اليوم من سنة 821 م تنيح القديس العظيم الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون. كان هذا الأب راهبا بدير القديس مقاريوس ونظرا قداسته وتقواه اجمع الكل علي انتخابه بطريركا بعد نياحة البابا مرقس التاسع والأربعين وجلس علي الكرسي في شهر بشنس سنة 810م فجدد الكنائس وعمر الأديرة وقد وهبه الله عمل الآيات. من ذلك إن شماسا بالإسكندرية تجرا عليه بوقاحة قائلا ادفع ما عليك للكنائس أو امض إلى ديرك فأجابه البابا قائلا انك لا تعود تراني منذ الآن فمضي الشماس إلى بيته ومرض لوقته ومات بعد حين، ومنها أيضا إن أرخنا اسمه مقاريوس من نبروه كان قد طعن في السن ولم يرزق نسلا، وبعد زمن رزقه الله ولدا فأقام وليمة دعا إليها هذا القديس وحدث أثناء الوليمة إن مات الطفل فلم يضطرب والده، بل حمله بإيمان ووضعه أمام البابا واثقا إن الله يسمع لصفيه ويعيد نفس الطفل إليه فاخذ البابا الطفل ورشمه بعلامة الصليب علي جبهته وصدره وقلبه، وهو يصلي قائلا : يا سيدي يسوع المسيح الواهب الحياة. أقم بقدرتك هذا الطفل حيا لأبيه ثم نفخ في وجهه فعادت نفس الطفل إليه ودفعه إلى أبيه. ولما اكمل جهاده الحسن تنيح بسلام بعد إن أقام علي الكرسي المرقسي عشر سنين وتسعة اشهر وثمانية وعشرون يوما. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

 ياكوبوس أو يعقوب البابا الخمسون
هروبه إلى الصعيد
كان راهبًا ناسكًا بدير الأنبا مقاريوس ببرية شيهيت، وحين هجم البربر على أديرة وادي النطرون في آخر عهد البابا مرقس الثاني قتلوا معظم الرهبان ماعدا عدد ضئيل أبقتهم العناية الإلهية ليكونوا خميرة مرة أخرى، وهذا العدد الضئيل نجا بفراره من وادي النطرون والتجائه إلى الصحراء جنوبًا في منطقة الصعيد، وكان بينهم الراهب الشاب ياكوبوس.
العودة إلى ديره
عاش ياكوبوس في دير مهجور بأعلى الصعيد، وكان يتحيّن الفرصة للعودة إلى ديره، وذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء في حلم وأمرته أن يعود إلى دير القديس مقاريوس، فأطاع ياكوبوس وقام لفوره عائدًا إلى ديره، وهناك ظهرت له السيدة العذراء مرة أخرى وشجعته وقوته، ولم يلبث أن أتى إليه العديد من طالبي الرهبنة ليعيشوا تحت رعايته.
ترشيحه للبابوية
حينما كان البابا مرقس الثاني في سكرات الموت سأله المؤمنون عمن سيخلفه، فذكر لهم اسم الراهب ياكوبوس أب رهبان دير الأنبا مقار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البطاركة من 46 الى 50
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البطاركة من 11 الى 15
» البطاركة من 16 الى 20
» البطاركة من 21 الى 25
» البطاركة من 26 الى 30
» البطاركة من 31 الى 35

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشهيد ابو فام الجندى بطما :: منتديات عامه :: * تاريخ الكنيسه-
انتقل الى: