++بعد ما تنيحت++
جائني خبر اليم بتنيح احد اخواتي الاعزاء والاقرب الي قلبي
ذهبت الي بروفبلها
تذكرت رودودها ومواضيعها وبعض المواقف التي حدثت بيننا
وكم كانت اخت بمعني الاخويه الصادقه النابعه من القلب
وفجأءه توقفني شعور
وقلت
تنيحت بسلام,,,
تأملت في زمان غربتنا.. تأملت كيف أن الله طوال سني حياتنا يلاطفنا ويبدأ معنا مطاردة الحب.. يتحرق شوقًا لرجوعنا وسعيا نحو خلاصنا، لأنه يعلم مقدار الشقاء والتعاسة والموت الذي تتجرعه النفس التائهة.
تأملت كيف يظل الإنسان هو مشكلة الله -إن جاز التعبير- لأن الخليقة كلها تخضع لله بدون تحفظ.. أما الإنسان فهو الوحيد الذي يعاني من إرادته المعاندة لله. ولذلك يضطر الله أن يتعامل معنا مرة بالملاطفة، ومرة بالإلحاح، ومرة بالتودد، ومرة بقرعات متواصلة على قلوبنا، ومرة بلغة أخرى هي لغة الحزن وعظة الموت، وخصوصًا موت أحد الأحباء.. فالحزن هو آخر محاولة للدعوة الإلهية لأن الرب لا يسر بالأحزان ولا يريدنا حزانى، ولكنه يفعل هذا مرغمًا من حبه، فربما تكون مرارة هذا الحزن هو الباب الذى نعبر به إليه.. هو الطريق الذي نرتقي به فوق الأحداث.
نرى الموت شرًا بعيوننا البشرية وقلوبنا الضعيفة.. نحزن.. ولكن يجب أن نحول هذا الحزن كخطة في السعي لخلاصنا.. فهذا الحزن هو دليل يديه الحانيتين اللتان تصنعان قصة الخلاص.
عجيب هو الإنسان الذي لا يشعر بقيمة العمر وأهمية الأبدية إلا بعد فقد الحياة!
ليتني أستيقظ قبل فوات الأوان وأدرك قيمة ما عندي قبل أن أفقده ولا أستطيع أن أسترده بعد!
ليتنا نجاهد ووجوهنا مضيئة.. باسمة.. لأننا ورثة الحياة الأبدية!
ليتنا نفهم لغة الله في التعامل معنا..